العلامة الحسيني فرحة الفطر لا تكتمل إلا بصلة الأرحام وتوزيع الصدقات وإحلال السلام
هنأ أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان العلامة السيد محمد علي الحسيني الأمتين العربية والإسلامية بحلول عيد الفطر المبارك مشيرا أن هذا العيد جعله الله تعالى فرحة للصائمين عقب شهر أكرمهم الله فيه، هو شهر رمضان المبارك؛ الذي دعاهم فيه لضيافته ورحمته ومضاعفة الأجر وفتح فرص التوبة، وعدهم فيه بالمغفرة، وبعد شهر من الصيام جعل لهم فرحة جزاء لهم على صبرهم واجتهادهم، كما قال الرسول الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :"للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" وعيد الفطر المبارك تحتفل به الأمتين العربية و الإسلامية منذ العام الثاني للهجرة بعد أن أتم المسلمون فريضة الصيام .
وأكد الحسيني أن الأعياد وجدت في كل الأديان والشرائع لنشر مظاهر الفرحة والمحبة في قلوب الناس صغارا وكبارا وزرع بذور الخير في المجتمع، وعيد الفطر هو العيد الذي أکد عليه نبي الرحمةمحمد"ص"، في قوله"إنّ لكل قوم عيد وهذا عيدنا" وعندما قدم رسول الله (ص) المدينة وجد لهم يومان يلعبون فيهما فقال: ماهذان اليومان؟ قالوا: کنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال(ص): إن الله قد أبدلکم بهما خيرا منهما يوم الأضحى و يوم الفطر" وعليه لا بد أن يكون الاحتفال بالامتثال لما أمر به الرسول (ص) وأوصانا به حتى يكون هناك تجاوزات وإساءات ومعاص تخرج العيد من قالبه المتوازن.
ولفت الحسيني إلى أهمية زكاة الفطر التي لا يكتمل الصيام إلا بإخراجها،في دلالة عميقة على تطهير المال مصداقا لقوله تعالى " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" فكما جاء شهر رمضان لتطهير القلوب والأرواح من الأدران فإن الإسلام دين متكامل اهتم أيضا بتطهير الأموال، والعبرة في ذلك حتى تعم الفرحة الجميع ويهنأ الجميع بهذا العيد فقيرهم وغنيهم فتكون الفرحة كاملة غير ناقصة وليست محتكرة على فئة دون أخرى.
وشدد الحسيني على ضرورة التحلي بالأخلاق النبيلة في عيد الفطر المبارك من خلال إصلاح ذات البين وحفظ اللسان وإفشاء السلام والتراحم بين الناس وصلة الرحم في ظل القطيعة التي تشهدها الكثير من الأسر في مجتمعاتنا الإسلامية، متسائلا: أي عيد والأبناء يقطعون آباءهم والإخوة متعادون ومتحاربون، مشيرا أن الصيام لا يكتمل إلا بزكاة الفطر وصلة الأرحام.
وفي الختام دعا الحسيني المسلمين إلى لم شملهم ورص صفوفهم وتآلف قلوبهم قي ظل التحديات الراهنة والأزمات التي تعصف بالمنطقة، لسد الأبواب على من يسعون لبث الفرقة وتشتيت المجتمعات لتحقيق مآربهم الشيطانية، وعيد الفطر المبارك خيرمناسية لنشر السلام وتزكية النفوس وتحقيق اللحمة المجتمعية والوطنية، متمنيا أن يحل السلام في العالم الذي باتت دماؤه تسفك بلا رحمة ولا شفقة.
