• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : تعاريف .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : اليوم الوطني للإمارات مناسبة عظيمة تتخطى الحدود .

اليوم الوطني للإمارات مناسبة عظيمة تتخطى الحدود

د.السيد محمد علي الحسيني

 

مع قرب حلول العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة والذي تحتفل به في 2 ديسمبر من كل عام، يعد من أبرز الاحتفالات في الإمارات وأهمها، ولايعتبر من أبرز وأکبر الاحتفالات عبثا ومن دون طائل، إنما يأتي بسبب النجاح الکبير الذي حققته هذه الدولة منذ إعلان الاتحاد وتمکنها من تحقيق أماني وتطلعات الشعب الإماراتي في الثاني من ديسمبر1971، عندما اجتمع  حكام الإمارات السبع ووقعوا على وثيقة الاتحاد.

وقد كان سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائد الاتحاد الذي عرف بكونه الأب المؤسس لدولة الإمارات وبفضل رؤيته الثاقبة أصبحت دولة الإمارات على ما هي عليه الآن.

 

*رغم الظروف الإقليمية المتأججة بالأزمات..الإمارات صنعت مجدها بتأسيس دولتها*

إن تأسيس دولة الإمارات جاء في فترة کان العالم يمر فيه بأزمات ومشاکل عديدة، وکانت هناك الکثير من الحروب والمواجهات والانقسامات والاختلافات إلى جانب صراع القطبين بين الولايات المتحدة الأمريکية والاتحاد السوفياتي، وقد کانت الآثار والتداعيات السلبية القائمة حينها بسبب الأوضاع الدولية والإقليمية القائمة تساعد على فشل الکثير من تجارب الوحدة والاتحاد وانفراط عقدها، لاسيما وأنه قد حصلت العديد من الحالات، لکن التجربة الفتية لدولة الإمارات وبفضل القيادة الفذة والحکيمة للمرحوم الشيخ زايد، فإنها استطاعت أن تشق طريقها في يم عات، وتمر بسلام لتبلغ بر الأمان وتحقق واحدة من التجارب السياسية ـ الاقتصادية ـ الاجتماعية ـ الفکرية النموذجية في العالم والتي صار يشار لها بالبنان.

 

*الإمارات تصنع الحدث الإعلامي العالمي في عيدها الوطني*

إن الحديث عن دولة الإمارات العربية المتحدة، هو حديث ذو شجون ولايعرف المرء أحيانا من أين يبدأ وکيف ينهي الموضوع، فهناك حالة مستمرة في البناء والتقدم وإرساء المزيد والمزيد من المکاسب والإنجازات، حتى أننا يجب أن نفتخر بأنه قد جاء اليوم الذي نجد فيه وسائل إعلام البلدان المتقدمة تتناقل أخبار البناء والتقدم الحاصل في الإمارات، بعد أن کانت تتناقل أخبار الموت والدمار والخراب في منطقة الشرق الأوسط، وهذه لعمري نقطة عطف لابد من الاعتزاز بها کثيرا، إذ أن القيادة المخلصة لدولة الإمارات قد جعلت منها نبراسا وأملا معطاءً لشعوب وبلدان العالم الثالث وکيفية تحدي الظروف والأوضاع وتحقيق المعجزة.

 

*الإمارات تتوج تجربتها النوعية بعام التسامح وتفتح عامها الوطني بحلف فضول جديد لتعزيز قيم التسامح والتعايش*

التجربة الإماراتية الرائدة التي صارت مثالا ونموذجا يتم تناوله من جانب مختلف الباحثين والدارسين والسعي من أجل سبر أغواره وتسليط الأضواء على سر هذا النجاح الکبير في منطقة الأزمات، والذي أعطى بعدا وعمقا أکثر ترسخا لهذه التجربة المعطاء، قد انتبهت لنقطة الضعف وموقع الخلل الذي يقف حائلا دون تحقيق شعوب وبلدان المنطقة، خصوصا طموحاتها وأمانيها في البناء والتقدم والتغلب على مشاکلها وأزماتها، ولذلك فقد بدأت بحملة محاربة التطرف ومكافحة الأفكار المضللة التي شوهت البعد الإنساني الإيجابي في الأديان، ولعل لقاء الأخوة الإنسانية الذي تم بإبرام ميثاق بين بابا الفاتيکان وإمام الأزهر والذي أرسى لعهد جديد غير مسبوق من التعايش السلمي بين الأديان والإرساء لتسامح عملي بين الأديان والذي جسدته الإمارات بإعلان عام 2019 عاما للتسامح، ولم تكتف ببناء مسجد وکنيسة وکنيس يهودي، وإنما العمل يجري على قدم وساق من أجل التحضير لحلف فضول جديد بين العائلة الإبراهيمية، وهو مايعني بأن قادة الإمارات کما هم حريصون أشد الحرص على استمرار التقدم والتطور والبناء في مختلف المجالات وعدم توقفها، فإن لديهم نفس الحرص بالنسبة للجانب الفکري ـ الثقافي لأنه الذي يدعم الأمن والاستقرار ويجعله مترسخا أکثر فأکثر لبناء حضارة متكاملة، هذا إلى جانب أن للإمارات قصب السبق في دعم وتأسييس مراكز لتصويب الأفكار وتصحيح المفاهيم، بالإضافة إلى أن للإمارات دورا رئيسيا ورائدا في مجال تعزيز قيم السلم ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي.

 

 

*عجلة التقدم مستمرة منذ عقود في الإمارات..أيقونة علمية وثقافية وفكرية رائدة*

من أهم سمات التقدم والتطور غير العادي الحاصل في دولة الإمارات أنها حالة مستمرة وليست مجرد حالة عرضية أو محدودة، کما رأينا للأسف البالغ في الکثير من تجارب الدول التي تشهد فترة محددة من الإعلان عن مشروع أو مشاريع طموحة، لکن وبعد الانتهاء منها فإن الأمر يتوقف عندها، لکن في الإمارات عجلة التقدم والتطور مستمرة في دورانها، ولاتتوقف عند فترة أو مرحلة وهذا هو بحق عملية البناء وتحقيق التطور البناء الحضاري بالمعنى الحرفي للکلمة، والعالم اليوم يتحدث بفخر عن برج خليفة وعن تحقيق المعجزة في إحداث نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة کلها وإن صيرورة دولة الإمارات مرکزا لأهم اللقاءات والاجتماعات السياسية والاقتصادية، کل ذلك بمثابة شهادات نجاح عالمية لتجربة دولة الامارات العربية المتحدة.

 

*بحكمة قادتها..الإمارات مضرب المثل ومبعث فخر للعرب والمسلمين والعالم* 

في خضم الاستعداد لإستقبال ذکرى اليوم الوطني لتأسيس دولة الامارات، فإن هذه التجربة المعطاء والتي هي مبعث فخر لکل عربي ومسلم بل وحتى لکل إنسان، فإنه لابد من الإشارة إلى الدور الکبير والأساسي لمؤسس هذه الدولة الشيخ زايد وخلفه الشيخ خليفة بن زايد الذي سار على خطاه وحرص على أداء دوره بهذا الخصوص والذي نشهده ويشهده العالم بصورة متواصلة، وإننا لانملك إلا أن نقدم أسمى آيات التهاني والتبريك بهذه المناسبة لقيادة الإمارات العربية المتحدة الرشيدة ممثلة برئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد وولي عهده الشيخ محمد بن زايد ورئيس الحكومة الشيخ محمد بن راشد حفظهم الله وللشعب الإماراتي الكريم وندعو الله عز وجل بدعوة إبراهيم رب أجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات..وكل عام والإمارات دولة الإنسانية والخير والتسامح بأمن وأمان واستقرار وتقدم وازدهار.

*الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=2219
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18